استضاف الزميل الإعلامى، جمال الكشكى، فى برنامجه «ملف مفتوح» المخرجين محمد فاضل، ومجدى أحمد على وكان الموضوع عن الفن والرقابة ومنع الأفلام عبر الحكام من الملك فاروق إلى الرئيس مبارك، وفجأة سمعت جملة من المخرج محمد فاضل، يقول فيها جيش المثقفين الحر انتفض بعد فيلم «حلاوة روح» يعنى إنتو عايزين حرية الزواج المثلى زى بريطانيا!!، فركت عينى: هل هذا هو الفنان محمد فاضل، أم الداعية وجدى غنيم؟!، محمد فاضل مخرج محترم، وفنان متميز وصاحب موقف ما له يستخدم نفس الجملة المملة السخيفة ويكرر نفس الأسطوانة المشروخة التى يستعملها كل شيوخ ودعاة التطرف، زواج مثلى إيه، وكلام فارغ إيه يا سيادة المخرج الكبير؟!، هو يا منع ورقابة ومصادرة وادعاء فضيلة ومزايدة على الإخوان من السلطة يا إما زواج مثلى، ما فيش وسط؟!، هو لا بد أن نلعب على هذا الوتر القمىء عشان نمرر قناعاتنا للناس؟!، وهل نسيت يا أستاذ فاضل أن فيه فيلم نزل على المثلية الجنسية، وفشل تجارياً والناس لم يثر فضولها قضية الفيلم على الإطلاق، وهذا يعنى ببساطة راهن على ذوق الناس والفيلم الردىء مصيره إلى الموت، وكم من أفلام مسفة ورديئة ماتت بإسفكسيا الإهمال؟!، هل نسيت كتاب الكاتب الإسلامى محمد جلال كشك، «خواطر مسلم فى المسألة الجنسية»، الذى خصص فيه فصلاً عن الغلمان المخلدين وخدماتهم الجنسية فى الجنة وحرية المثلية الجنسية فى الفردوس، ودار حوار ساخن حول هذه النقطة فى «مجلة حريتى» مع شيوخ أزهريين لم يهاجموا «كشك» حينها، وهادنوه بل وافقه البعض؟!، صدر الكتاب وأجيز فى عز سطوة التيارات الدينية وبداية الغزل الساداتى لها، وأيضاً مات الكتاب بإسفكسيا الإهمال والطناش، كفانا فزاعة الزواج المثلى والشذوذ الجنسى كلما أثير موضوع حرية الفن، وكأن الشذوذ سيصبح قضية كل المخرجين والمنتجين والفنانين إذا منحنا الضوء الأخضر لحرية التعبير الفنى، لا بد أن تختلف مصطلحاتك يا أستاذ فاضل عن مصطلحات ابن باز، وصفوت حجازى، وحازم صلاح أبوإسماعيل، ولأننى أحبك وأحترمك صعقت من استخدام نفس الفزاعة فى ظرف يزايد فيه الجميع على الجميع، ويدعى الكل بمن فيهم مصاصو دماء الغلابة وتجار الكيف أنهم ملاك الفضيلة ومحتكرو الأخلاق، يا أستاذنا العزيز، زواج مثلى إيه اللى إنت جاى تقول عليه؟!، بلاش أمثلة أفلام الخيال العلمى دى فى مناقشات جادة حول قضية جادة لا تحتمل مثل هذه الكوميديا السوداء.